سوق القطانين
سوق القطانين قام بإنشاء السوق المسقوف الأمير تنكز الناصري خلال عام 1336 1337 م خلال فترة حكم السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون، والذي قدم العديد من الإسهامات المعمارية للقدس متفوقاً في ذلك على غيره من السلاطين المماليك، لقد كانت عوائد السوق تقسم بشكل متساو بين المسجد الأقصى والمدرسة التنكزية.
يمتد شارع السوق 95 متراً طولاً من باحة الحرم القدسي شرقاً وإلى تقاطع شارع الواد مع عقبة الخالدية غرباً وتعود تسمية السوق بسوق القطانين للقرن الخامس عشر الميلادي حيث اشتهر السوق ببيع القطن ومنتجاته. ويعد السوق واحداً من أجمل الاسواق وأكثرها كمالاً في فلسطين كما وصفه مجير الدين الحنيلي مادحاً إياه.
يتكون سوق القطانين من طابقين، فيوجد في الطابق الأول صفان يحتوي كل منهما على ثلاثين مجلاً تجارياً، أي بمجموع ستين، و كان بمثابة وكالة للقطن ومشتقاته والشهير باسم كان تنكر وحمامين (حمام) الشفاء وحمام القين)، و يوجد في الطابق الثاني ستون حجرة خاصة استخدمت كنزل للزوار والمسافرين تطل نوافذ غرفها على السوق.
يختلف طراز الأقواس على مداخل الدكاكين الواقعة على الجهة العربية من السوق عن نظيراتها الموجودة على الجهة الشرقية منه، مما يشير إلى أن المحلات التي بالجهة الشرقية قد بنيت بشكل منفصل عن تلك التي بالجهة الغربية. و يتخذ تصميم السوق الشكل المستطيل، و له سقفٌ ذو عقود مقنطرة منقسمة إلى سلسلة من الأقواس. فتقسم السقف إلى ثلاثين بلاطة متحف بكل واحدة منها منور لإدخال الهواء والضوء
إلى داخل السوق. يلاحظ الزائر أن في منتصف السوق، يوجد توقيع منقوش على أحد أوجه البناء المزين بالمقرنصات وبالتحديد على فتحة الإنارة السقفية، ويعود هذا التوقيع لأحد الحرفيين الذين ساهموا في بناء هذا السوق، حيث نقش بخط النسخ المملوكي ما يلي: القد تم إنجاز هذا العمل من قبل محمد بن أحمد عليش، رحمة الله عليه). لم يعد سوق القطانين مقتصراً على بيع القطن كما كان عليه الحال في الماضي. فتجد في السوق اليوم كافة أنواع السلع مثل المسابح و والهدايا التذكارية والملابس الزوار المسجد الأقصى و البلدة القديمة من سائحين ومصلين.
في عصرنا الحالي، يحتوي خان تنكز على مكاتب تابعة لدائرة الأوقاف السلامية و مكاتب لجامعة القدس واتخذت بعض العائلات غرف النزل المملوكي في الطابق الثاني سكناً لها.