يقع مجمع الزاوية النقشبندية بالصف القبلي، من طريق المجاهدين وغربي طريق باب الغوانمة، وتؤكد سجلات المحكمة الشرعية أن مؤسسها هو عثمان بك الصوفي التركي، حيث أوقفها عام (١٠٣٢هـ / ١٦٢٢م) على المتصوّفين من أتباع الطريقة النقشبندية ثم أوقف عليها عدة قطع أراض ومبان في القدس. وفي القرن الثامن عشر تم إنشاء تكيّة خاصة بها كانت تحصل على احتياجاتها من اللحم والخبز من عمارة خاصكي سلطان.

وخلال الانتداب البريطاني تعطّلت التكية، ثم تحول مطبخها إلى محل تجاري، ومطعمها إلى عيادة صحيّة. وتشمل الزاوية مسجدًا في الطابق الأرضي يُطل بابه شمالًا على طريق المجاهدين. وقد رُمّم عدة مرّات كان آخرها عام (۱۹۷۹م)، وتبلغ مساحته حاليا (٤٠) مترًا مربعًا، وهو مسقوف بشكل نصف برميلي.

ولم يحصر عثمان بك وظيفتي التولية والنّظر على وقفها في قومية معينة، لكنّها أصبحت حصرًا على الأزبك منذ القرن التاسع عشر الميلادي؛ لأنّهم كانوا يُشكّلون غالبية أتباع الطريقة النقشبندية في القدس. ولذا يُطلق عليها - أيضاً - الزاوية البخارية أو الأوزبكية. وقد دفن عدد من مشايخها في حديقة مجاورة. وتحتوي الزاوية على مكتبة تضم (۱۷۷) مخطوطا، نُسخ أقدمها في القرن الثامن الهجري، ومصدرها الرئيس هو : مكتبة مفتي القدس محمد طاهر الحسيني (ت ١٢٨٢هـ ١٨٦٦م)، إضافة إلى مخطوطات متفرّقة حملها مشايخ شدوا الرحال إلى القدس من أوزبكستان وإندونيسيا، وإيران والعراق. وقد صدر فهرس بمحتوياتها عام (۲۰۰۳م). كما تضمّ المكتبة عددا قليلا من المطبوعات الحجرية