تقع داخل أسوار البلدة القديمة، على يمين الداخل من باب الأسباط في الجهة الشرقية من طريق المجاهدين أنشأها المسلمون في القرن الرابع الهجري، وجعلوها مدرسة لتعليم العلوم المختلفة واستمرت تستقبل طلبة العلم حتى الاحتلال الصليبي حيث حولها الصليبيون إلى كنيسة باسم القديسة حنة, وعندما حرر السلطان صلاح الدين الأيوبي مدينة القدس عام (583هـ / 1187م) أعاد البناء إلى مدرسة لتدريس الفقه الشافعي، وسميت بالصلاحية نسبة إلى مؤسّسها وواقفها السلطان صلاح الدين الأيوبي، حيث أوقفها على فقهاء الشافعية عام  (٥٨٨هـ / ١١٩٢م) بسم الله الرّحمن الرّحيم ومـا بِكُمْ مِنْ نِعِيةٍ فَمِنَ اللهِ "

هذه المدرسة المباركة، وقفها مولانا الملك الناصر صلاح سلطان الإسلام والمسلمين، أبي المظفر يوسف بن أيوب شادي محيي دولة أمير المؤمنين

 

خير الدنيا والأخرة على الفقهاء من اصحاب الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه في سنة ثمان وثمانين

تعتبر المدرسة الصلاحية من أقدم وأهم المدارس العلمية في بيت المقدس فقد استمرت في أداء مسيرتها العلمية لمدة سنة قرون متواصلة منذ تأسيسها وحتى أواخر القرن الثامن عشر الميلادي الم كانت أول مؤسسة تعليم عالي في فلسطين في آخر العهد العثماني

ما بين سنوات (۱۹۱٤ و ۱۹۱۷م)

كانت المدرسة الصلاحية ذات مكانة علمية كبيرة وفلة مقدمة المعاهد العلمية في بيت المقدس ولها دور فكري كبير، وكان شيخ الصلاحية يمين بتفويض من السلطان، وأول من تولى مشيختها قاضي القضاة بهاء الدين من شداد، كما كان يعين في هذه المدرسة العلم وأفضل المدرسين والفقهاء وتولى التدريس فيها في القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين علماء من أسرة جار الله المقدسية .

وأوقف عليها السلطان صلاح الدين الأيوبي كثيرا من الأوقاف ما أسهم في تعزيز مسيرتها، وتميز برامجها . تولى مشيختها والتدريس فيها عدد من العلماء الأجلاء أولهم ابن شداد، ومنهم قطر الدين بن عساكر، وابن واصل الحموي وليو عمرو بن الصلاح، وعز الدين بن عبد السلام المقدسي وشهاب الدين بن الهائم، وكمال الدين بن أبي شريف المقدسي والفرقشندي والخزرجي والسعدي والكركي وغيرهم، وقد قاموا بدور سياسي و اجتماعي إلى جانب الدور الفكري الذي قاموا به المدرسة الميمونية (القادسية) وكانت المدرسة تدرس علوم الحديث والفقه الشافعي والعلوم، والموسيقى والفلك وعلم الأرض واللغات واستمرت على ذلك خلال العصرين الأيوبي والمملوكي ومعظم العصر العثماني حتى هدمت بسبب الزلزال الذي ضرب القدس في عام (1237 هـ / 1821م)