الجامع المسقوف الذي تعلوه قبة رصاصية والواقع جنوبي المسجد الأقصى المبارك جهة القـ ت تسميته بالقبلي. أما تسميته بالجامع، فلأنه المصلى الرئيس الذي يقف فيه الخطيب في صلا سجد الجامع)، وكان قديما المكان الذي يجتمع فيه الناس في صلاة الجمعة لسماع الخطبة قبل أن باني المسجد الأقصى المبارك بالسماعات الكهربائية الموحدة، غير أنه لا يزال المصلى الرئيس  للرجال ادخل المسجد الأقصى المبارك حيث يقف الإمام، وحيث يوجد المحراب والمنبر الرئيسان

 IMG_20230501_170245_995 (Copy)

وقد سرى خطأ قديم بين المسلمين حين ظن الكثير منهم أن المبنى ذا القبة الذهبية (قية الصحرة) هو المسجد الاقصى المبارك، فأراد آخرون - لا سيما الشباب - بحسن نية تصحيح المعلومة، فأعلنه المسجد الأقصى المبارك، وهذا أيضا خطأ كبير، إذ إن الثابت أن المسجد الأقصى المبـارك اوسع واشمل من اي منى من هذين المبنيين، فهو يشمل الأسوار وما بداخلها من ساحات ومدارس ومصليات . حاريب، بمساحة إجمالية تبلغ حوالي 144 دونماً كما بينا سابقاً.

 

والبناء الحالي للجامع القبلي يرجع إلى العصر الأموي، حيث شرع ببنائه الخليفة عبد . ه الوليد بين عامي 86-96هـ / 705-714م، وكان في الأصل مكوناً من 15 رواها، ثم أعـيد ترميمة بعد تعرضة لزلازل وأحداث عديدة أدت إلى تصدعه، واختصرت أروقته في عصر الخليفة الفاطمي الظاهر لإعزاز دين الله إلى سبعة أروقة فقط ليتمكن من مقاومة الزلازل. ويكون في وقتنا من رواق أوسط كبير، وثلاثة أروقة في كل جانب، وله قبة مرتفعة داخلية مصنوعة من الخشب تعلوها القبة الرئيسة الخارجية المغطاة بألواح الرصاص. ويبلغ طوله حوالي 80م، وعرضه 55م على اختلاف يسير جدا في الطول بين ضلعه الشرقي وضلعه الغربي، وتبلغ مساحته حوالي أربعة دونمات وفيه 11 بابا، ويتسع اليوم إلى حوالي 5500 مصل.

 IMG20221219130438 (Copy)

وكان أول من بنى في موقع الجامع القبلي في الإسلام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وذلك على مستوى الأرضية الأصلية للمسجد الأقصى المبارك والتي تنخفض عن مستوى أرضية الجامع القبلي نحو الوادي. وذلك حسب الرواية الشهيرة التي تذكر أن عمر رضي الله عنه عندما أراد بناء هذا المصلى سأل كعب الأحبار أين ترى أن نجعل المصلى؟ فقال: إلى الصخرة فتجتمع قبلتا موسى ومحمد صلى الله عليه وسلم، فرفض عمر هذا الرأي وقال: ضاهيت والله اليهودية يا كعب بل نجعل قبلته صدره، كما جعل رسول الله قبلة مساجدنا صدورها كما روى غير واحد من المؤرخين مثل الواقدي والطبري والعليمي وغيرهم وكان بناؤه في ذلك الوقت من الخشب، وكان يتسع لألف مصل ، ثم جدده ووسعه الخليفة معاوية بن سفيان رضي ا عنه، فصار في زمنه يتسع لثلاثة آلاف مصل.

 

يذكر أن هناك جامعاً صغيراً ملحقاً بالجامع القبلي من الجهة الشرقية يعرف اليوم باسم جامع عمر، وهو مبنى صغير يتكون من رواق واحد عرضي ممتدا بمحاذاة الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى باتجاه الشرق ويتلاصق مع الجدار الشرقي للجامع القبلي وهو تابع له وينفتح عليه ببابين داخل الجامع القبلي وآخر خارجه إلى ساحة المصلى المرواني اليوم. وقد قسم إلى قسمين عام 2000م، بقي أحدهما داخل الجامع القبلي كما هو وتحول الآخر (وهو الذي يحوي الباب المؤدي إلى ساحة المصلى المرواني) إلى عيادة طوارئ تخدم في حالات الاعتداءات والأخطار.

 

وعندما احتل الصليبيون القدس قسموا الجامع القبلي إلى ثلاثة أقسام: أحدها تحول إلى مكاتب والآخر تحول إلى مسكن لفرسان المعبد، والقسم الثالث تحول إلى كنيسة. وبقي الأمر على ذلك حتى حرر صلاح الدين المدينة فأعاد ترميم الجامع عام 538هـ - 1187م. وتم ترميمه في عدة عضور لاحقة مثل العصر المملوكي والعصر العثماني وفي بداية عصر الاحتلال البريطاني. وبعد سقوط القدس في يد جيش الاحتلال الصهيوني تعرض الجامع لمئات الاعتداءات كان أسوأها الحريق الشهير يوم 1389/6/8هـ.

 

1969/8/2م على يد الأسترالي دينيس مايكل روهان فاحترق حينها منبر نور الدين زنكي الذي كان نور الدين  قد أمر بإنشائه أثناء سيطرة الصليبيين على القدس، وحمله صلاح الدين للأقصى بعد التحرير كما امتد االحريق ليشمل أغلب الأروقة الثلاثة الشرقية منه، إضافة إلى سقفه الخشبي بالإضافة إلى أعمال الحفر التي تهدد اساساتة كونها تمتد تحت أغلب الجدار الجنوبي للأقصى المبارك كله وتحت أساسات الجامع القبلي كلها



مكتبة الصور

مكتبة الفيديو