مكتبة الفيديو

حظيت مدينة القدس، ولا تزال بمكانة عظيمة في التاريخ الإنساني، لم تُضاهها في ذلك أية مدينة عبر التاريخ، وعلى مرّ العصور. وتميّزت هذه المدينة بخصوصيّة اكتسبتها من انفرادها بالبعد الروحي المرتبط بالزمان والمكان، فجذور المدينة ضاربة في عمق التاريخ، بدءًا من الحضارة الكنعانية، وهي ملتقى الاتصال والتواصل بين قارات العالم القديم، وتعاقبت عليها وأمتها المجموعات البشرية المختلفة، مخلفة وراءها آثارها العمرانية ومكتباتها التاريخية التي جسدت الحضارة والتاريخ؛ دلالة على عظمة المكان وقدسيته.

ولا بد أن يكون لمثل هذه الظاهرة الحضارية الفريدة أسباب ومبررات، هي سر خلودها و استمرارها آلاف السنين، وعلى الرغم من كل ما حلّ بالقدس من نكبات، وحروب أدت إلى هدم المدينة وإعادة بنائها ثماني عشرة مرّة عبر التاريخ، إلا أنها في كلّ مرّة كانت تخرج أعظم، وأصلب، وأكثر رسوخًا، وذلك دليل على إصرار المدينة المقدسة على البقاء، والحفاظ على عروبتها، وإسلاميتها .

يرجع تاريخ مدينة القدس إلى أكثر من ستة الآف سنة، وهي بذلك تعد واحدة من أقدم مدن العالم. وتدل الأسماء الكثيرة التي أُطلقت عليها على عمق هذا التاريخ، فقد أطلقت عليها الشعوب والأمم التي استوطنتها أسماء مختلفة ، منها : يبوس وأورسالم وإيليا، وبيت المقدس، وزهرة المدائن والقدس الشريف، ومدينة السلام، والبيت المقدّس، والقدس، وهي كلها أسماء لمدينة واحدة أطلقت عليها عبر تاريخها العريق الموغل في القدم. القدس هي يمثل المشهد الحضاري العمود الفقري للهوية الوطنية والقومية والدينية، ومن دونه يفقد الشعب عناصر تكوينه، لا بل يفقد مبررات وجوده شعباً يتميّز به عن الشعوب الأخرى. وبالنسبة للعرب الفلسطينيين .

مكتبة الفيديو