تعد مقبرة مأمن الله من أقدم مقابر مدينة القدس، وأكبرها مساحة حيث تبلغ مساحتها (۳۷۰٥ ( دونم) وهي أراضي وقف إسلامي ويرتبط تاريخها بتاريخ المدينة، فعندما احتل الصليبيون القدس ارتكبوا فيها مجزرة بشعة، حيث قتلوا أعدادًا كبيرة من الأطفال والنساء والرجال، تم دفنهم في المقبرة وعندما حرّر السلطان صلاح الدين الأيوبي القدس من يد الصليبيين أمر بدفن من استشهدوا في المعارك مع الصليبيين في المقبرة نفسها وهي تضم رفات عدد كبير من العلماء والفقهاء والأدباء والأعيان والحكّام، وقد استمرّ الدفن فيها حتى العام ١٩٢٧.

بعد النكبة أخضعتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتصرّف ما يسمّى بحارس أملاك الغائبين، حيث قام بتدميرها تدريجيا، ولم يبق من قبورها سوى ما يعادل %٥% فقط . وبعد حرب عام (۱۹٦٧م) جرّفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي جزءًا كبيرًا منها، وحولته إلى حديقة عامة، وفي عام ( ١٩٨٥م) أقيم موقف للسيارات على جزء آخر منها ، وفي عام (۱۹۹۷م) تم نبش بعض القبور بحجة تمديد خطوط صرف صحي لتمرّ عبر المقبرة وفي عام (۲۰۰۸م) أقرّت المحكمة العليا للاحتلال بناء ما يُسمى متحف التسامح» على جزء مما تبقى منها .

وفي عام (٢٠١٠م) نفّذت مؤسسة «الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية مشروع ترميم وصيانة للمقبرة، تم خلاله ترميم (٩٣٤) قبرا وإزالة النفايات التي ألقتها بلدية الاحتلال في المقبرة، ثمّ أوقف الاحتلال أعمال الترميم، وباشرت بلدية الاحتلال، وما يسمى دائرة أراضي إسرائيل بهدم أكثر من (۳۰۰) قبر في المقبرة.